6 مساجين محكومين بالإعدام ينفذون أخطر عملية هروب من السجن

في عام 1984، شهد سجن مكلنبرغ شديد الحراسة في ولاية فرجينيا الأمريكية عملية هروب جماعية خطيرة بتاريخ 31 مايو على الساعة 11 مساءً، حيث تمكن ستة سجناء محكوم عليهم بالإعدام من الفرار. هذه الحادثة كانت الأولى من نوعها في تاريخ أمريكا، حيث يهرب سجناء بهذه الخطورة.

خطة الهروب الماكرة والتفاصيل:

  • الخدعة الأولية: بدأت عملية الهروب برسالة مجهولة أُرسلت قبل شهرين إلى مكتب المدعي العام، تحذر من وجود قنبلة في “القسم سي” (القسم الذي يضم سجناء الإعدام في المبنى رقم 1) وأن سجناء يخططون للهروب عن طريق التنكر بملابس الحراس. اتضح لاحقاً أن هذه الرسالة كانت خدعة من المساجين أنفسهم لزرع فكرة القنبلة في أذهان الحراس، مما يجعلهم يصدقون سيناريو القنبلة لاحقاً.
  • استغلال التراخي الأمني: استغل المساجين التهاون المستمر للحراس في اتباع سياسات السجن، مثل عدم عد السجناء أو ترك الأبواب مفتوحة قليلاً.
  • الخطوات التنفيذية:
    • خلال وقت الأنشطة الخارجية، ادعى سجينان (أحدهما ويلي تيرنر، العقل المدبر) الإصابة أو الحاجة للحمام للعودة إلى الزنازين، مما قلل عدد الحراس في الساحة.
    • عند العودة للمبنى، تظاهر المساجين بإثارة الفوضى ليتسلل أيرل كلانتون إلى حمام الحراس ويظل مختبئاً فيه، ممسكاً بالقفل من الداخل.
    • بعد ذلك، استخدم المساجين حيلة “الكتاب” لطلب نقل كتاب بين سجينين في منطقتين مختلفتين من الزنازين، مما دفع حارس البوابة لترك باب غرفة التحكم مفتوحاً قليلاً (وهي عادة له).
    • عندما أعطى الحارس الكتاب للسجين جيمس برايللي، قال الأخير “شكراً على الكتاب” بصوت عالٍ، وكانت هذه إشارة لكلانتون ليخرج من الحمام ويفتح جميع أبواب الزنازين بضغطة زر.
  • السيطرة على القسم: خلال دقائق، سيطر المساجين على القسم “سي” بالكامل، وقيدوا الحراس، وسلبوا ملابسهم وعصيهم ومحافظهم.
  • استدراج المسؤولين: أجبر المساجين الحراس على الاتصال بمشرف السجن (ملازم) مدعين وجود مشاجرة وسجين مصاب. عندما أرسل الملازم ضابطاً مكانه، تم استدراجه وتقييده بالطريقة نفسها. استمروا في استدراج الحراس والضباط والممرضة المشرفة على قسمهم بالطريقة نفسها، وأخذوا ملابسهم.
  • حادثة الممرضة: حاول كلانتون ولينو برايللي الاعتداء على الممرضة، لكن ويلي تيرنر تدخل ومنعهم، خوفاً من تعقيد عملية الهروب بجرائم قتل إضافية.
  • الخروج من المبنى: بعد أن سيطروا على القسم “سي” والمبنى رقم 1 بالكامل، أجبروا الملازم على الاتصال بحارسة بوابة المبنى الرئيسية، وأمروها بفتح الأبواب بحجة أن حارساً آخر سيأتي ليحل محلها. لم تشك الحارسة في الأمر وفتحت لهم الباب.
  • الخروج من السجن: أجبروا الملازم على الاتصال بحارس البوابة الخارجية الكبيرة (بوابتين)، وأمروه بفتح البوابتين معاً وإحضار سيارة فان تابعة للسجن إلى المبنى رقم 1، مدعين أن هناك حالة طارئة بسبب قنبلة حية. هذا ساعده في تصديق الرسالة المزيفة التي أُرسلت مسبقاً.
  • التنكر والمغادرة: ارتدى المساجين خوذات ودروعاً من غرفة معدات مكافحة الشغب، ووضعوا جهاز تلفزيون صغيراً (غطوه ببطانية) على حمالة لتمثيل القنبلة. عندما وصل حارس الفان، صرخوا عليه للفرار بحجة أن لديهم قنبلة خطيرة، مما جعله يصدق أنهم فريق متخصص. صعد المساجين الستة (الهاربون) في الفان وغادروا السجن من البوابات المفتوحة. (ويلي تيرنر، العقل المدبر، لم يهرب معهم لأنه كان ينتظر استئناف حكم الإعدام الخاص به).

عملية المطاردة وإعادة القبض:

  • الهروب الأولي: بعد خروجهم، قاد المساجين الفان التابع للسجن، وعبروا إلى ولاية نورث كارولاينا دون أن يتم اكتشافهم فوراً.
  • ترك الفان وسرقة سيارة بيك أب: أدركوا خطورة السير بفان السجن، فتركوه في بلدة صغيرة تدعى ونتون (Winton) في نورث كارولاينا. انقسموا إلى مجموعتين: الأخوين برايللي وويلي جونز وليم تاجل (مجموعة أولى)، وأيرل كلانتون وديريك بيترسون (مجموعة ثانية). غيرت المجموعة الأولى ملابسها بملابس عادية.
  • اكتشاف الفان وبدء البحث الفيدرالي: اكتشفت الشرطة الفان بعد حوالي 3 ساعات ونصف من الهروب، مما أدى إلى نقل مركز البحث إلى ونتون وتدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) نظراً لكون القضية عابرة للولايات.
  • سرقة سيارة بيك أب: في نفس البلدة، سرق المساجين سيارة بيك أب زرقاء مع بعض اللون الأحمر ورقم لوحة مميز BAA-1، مما وسع نطاق البحث بشكل كبير.
  • الخوف والذعر العام: انتشر الذعر بين المواطنين في ونتون والمناطق المجاورة، حيث تسببت أخبار الهروب ووحشية السجناء في إقبال كبير على شراء الأسلحة والذخيرة حتى نفدت من المحلات. كما تسبب تنكر المساجين في ملابس الحراس في عدم ثقة المواطنين حتى برجال الشرطة الحقيقيين.

إعادة القبض على السجناء:

  • أيرل كلانتون وديريك بيترسون: تم القبض عليهما أولاً بعد حوالي 19 ساعة من الهروب. كانا يتجولان بثقة في وضح النهار ببلدة ونتون ودخلا محل غسيل ملابس لتناول الطعام. أيرل كلانتون كان لا يزال يرتدي سترة حارس (بعد إزالة شعارها)، مما لفت انتباه قائد فريق طوارئ السجن الذي كان في دورية، فتم القبض عليهما.
  • الأخوان برايللي (جيمس ولينو): وهما الأخطر بين الهاربين [2، 15]. بعد محاولتهما سرقة سيارة في بورتسموث بولاية فرجينيا (على بعد 300 كم من ونتون) وإطلاقهما النار على شرطي. تتبع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عمّهما الذي كانا يتصلان به باستمرار من السجن (بعد اكتشاف أنهما كانا يقدمان أرقاماً وهمية لإدارة السجن) [16، 19]. تم تحديد مكانهما في محل لتصليح السيارات، يعملان فيه تحت أسماء مزيفة. بعد مراقبة دامت 19 يوماً، تم التأكد من وجودهما في المحل، وداهمت الشرطة المكان، وتم القبض عليهما في 19 يونيو 1984، دون وقوع أي ضحايا [19، 20].
  • ليم تاجل وويلي جونز: وصلا إلى ولاية فيرمونت بالقرب من الحدود الكندية في سيارة البيك أب المسروقة. قام ليم تاجل بسرقة محل لبيع التحف للحصول على المال لتعبئة الوقود. تم القبض عليه بعد مطاردة قصيرة وحاجز للشرطة [17، 18]. أما ويلي جونز، فقد سلم نفسه للشرطة بالاتصال بخط الطوارئ، معبراً عن تعبه وإرهاقه من الاختباء في الغابة. اتضح لاحقاً أنه كان على بعد كيلومترات قليلة فقط من الحدود الكندية.

ما بعد هروب ال6 سجناء:

  • تداعيات داخل السجن: تم وضع سجن مكلنبرغ في حالة إغلاق تام. قام حاكم الولاية بفصل خمسة حراس وإيقاف مأمور السجن ومساعده. شهد السجن أعمال شغب متكررة وحوادث عنف بين السجناء والحراس [20، 21].
  • تعزيز الإجراءات الأمنية: تم إجراء تعديلات لمنع تكرار مثل هذا الهروب، مثل إبقاء أبواب الحمامات مغلقة بالكامل، وتطبيق نظام إلكتروني يمنع فتح البوابتين الخارجيتين معاً في نفس الوقت، وتشديد الحراس على الالتزام الصارم بجميع البروتوكولات.
  • مصير السجناء: تم تسريع تنفيذ أحكام الإعدام بحق السجناء الستة الهاربين.
    • لينو برايللي: أُعدم بالكرسي الكهربائي في عام 1984.
    • جيمس برايللي: أُعدم بالكرسي الكهربائي بعد ستة أشهر.
    • أيرل كلانتون: أُعدم في عام 1988.
    • ديريك بيترسون: أُعدم في عام 1991.
    • ويلي جونز: أُعدم في عام 1993.
    • ليم تاجل: أُعدم في عام 1996 بالحقنة السامة (بعد توقف الإعدام بالكرسي الكهربائي).
  • ويلي تيرنر (العقل المدبر): على الرغم من عدم هروبه، فقد تم إعدامه بالحقنة السامة في عام 1995، حيث لم ينفعه استئنافه.

المصدر: قناة “قرية العجائب” على يوتيوب
عنوان الفيديو: “6 مساجين محكومين بالإعدام ينفذون أخطر عملية هروب من السجن”
رابط الفيديو: https://youtu.be/CL8qj1A2I20?si=fuQ71gMXXvx-KfYc

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top