مجموعة مراهقين ينفذون أغبى سرقة ممكن تشوفها

القصة التي ترويها قناة “قرية العجائب | بدر العلوي” على يوتيوب هي عن واحدة من أغبى محاولات السرقة التي يمكن رؤيتها، نفذتها مجموعة من المراهقين الذين تعلموا أساليب السرقة من الأفلام والمسلسلات. هؤلاء الشباب، مدفوعين بالجشع ورغبتهم في الثراء السريع، انخرطوا في عملية أكثر تعقيدًا بكثير مما كانوا يتخيلون.

الشخصيات الرئيسية:

  • سبنسر راينهارت (Spencer Reinhart): في عام 2003، كان عمره 18 عامًا، طالب فنون في جامعة ترانسيلفانيا بمدينة ليكسينغتون، كنتاكي، الولايات المتحدة الأمريكية. كان سبنسر هادئًا، مهذبًا، لطيفًا، ويميل للعزلة والتفكير في مستقبله.
  • وارين ليبكا (Warren Lipka): صديق سبنسر ومن نفس عمره، لكنه نقيضه تمامًا. وارين كان جريئًا ومغامرًا، يحب مخالفة التيار، ويفعل ما يعتبره الآخرون خطأ. كان يرى نفسه روحًا حرة. غالبًا ما كان يورط سبنسر في مواقف خطيرة، مثل سرقة اللحوم من مخزن مطعم، حيث كان سبنسر يساعده.
  • إريك بورسك (Eric Borsuk): صديق مقرب سابق لوارين. كان يدرس المحاسبة في جامعة بنفس المدينة. وارين كان يعلم أن إريك يمتلك عقلًا تحليليًا وتخطيطيًا يمكن أن يساعدهم في العملية، وقد وافق إريك على الانضمام جزئيًا لرغبته في استعادة صداقته مع وارين.
  • تشاز ألين (Chas Allen): كان وارين وإريك يعرفانه من أيام المدرسة. تشاز كان من عائلة ثرية نسبيًا. تم تجنيده للمساعدة في توفير المال لشراء سيارة الهروب وليكون السائق.

هدف السرقة: تبدأ القصة في عام 2003، عندما كان سبنسر في جولة تعريفية لطلاب جامعة ترانسيلفانيا الجدد. خلال الجولة في مكتبة الجامعة، اكتشف كتابًا نادرًا وثمينًا بعنوان “طيور أمريكا” للفنان أودوبون. هذا الكتاب الضخم يضم لوحات فنية للطيور الأمريكية من القرن التاسع عشر، ويعتبر أثمن عمل فني تمتلكه الجامعة. أخبرت أمينة المكتبة الطلاب أن قيمته تقدر بنحو 12 مليون دولار إذا بيع. الكتاب كان محفوظًا في غرفة خاصة ومغلقة داخل المكتبة، تتطلب موعدًا وحضور موظف للدخول إليها.

تصور الخطة الأولية: فتن سبنسر بقيمة الكتاب وتحدث عنه لوارين، الذي سرعان ما أُغرم بالفكرة. وارين، مستلهمًا من الأفلام والمسلسلات ومبحرًا في الإنترنت، بدأ في وضع خطة. سبنسر كان مترددًا في البداية، لكن إلحاح وارين أقنعه في النهاية.

  • بدأوا بدراسة المكتبة، ومراقبة الموظفين، وأوقات عملهم.
  • رسم سبنسر مخططًا تفصيليًا للمكان مستخدمًا مهاراته الفنية، بما في ذلك الغرفة الخاصة.
  • أثار سبنسر مشكلة بيع الكتاب النادر، فتولى وارين مهمة إيجاد مشترٍ.
  • تواصل وارين مع بعض معارفه في العالم السفلي، الذين أشاروا عليه بشخص في أوروبا، بالتحديد في هولندا.
  • سافر وارين وحده إلى هولندا لمقابلة المشتري المحتمل، الذي طلب وثائق إثبات أصالة من دور المزادات المشهورة، وعرض أن يدفع 30 إلى 40% من قيمة التقييم.

توسيع الفريق ووضع الخطة التفصيلية: أدرك وارين أنه وسبنسر غير كافيين لتنفيذ العملية. فقام بتجنيد إريك بورسك، صديقه القديم، لاستغلال عقله التحليلي. أشار إريك إلى أن السرقة ليلًا مستحيلة بسبب أجهزة الإنذار والحساسات، واقترح تنفيذ العملية نهارًا، بحجز موعد لدخول الغرفة الخاصة، وهو أمر متاح للمختصين في مجال الفنون.

تطلب الأمر عضوًا رابعًا، فانضم تشاز ألين، لتمويل وشراء سيارة الهروب وقيادتها.

تم تحديد أدوار الجميع:

  • سبنسر: مسؤول عن التنكر، حيث اقترحوا ارتداء ملابس لكبار السن (شياب) لجذب انتباه أقل.
  • إريك: شراء سيارة بسيطة، نقدًا، بهوية مزيفة.
  • تشاز: التدرب يوميًا على أسرع طريق للهروب من المكتبة إلى نقطة الإنزال.
  • وارين: الحصول على موعد من دار مزادات مشهورة في نيويورك لتقييم وتوثيق الكتب بعد السرقة.

تاريخ السرقة تم تحديده ليكون 16 ديسمبر 2004، قبل يوم واحد من الامتحانات الجامعية، بهدف تقليل عدد الأشخاص في المكتبة وإبعاد الشكوك.

فيما يتعلق بأمينة المكتبة، رفض الجميع باستثناء وارين مهاجمتها. وافق وارين أخيرًا على تولي هذه المهمة بنفسه.

المحاولة الأولى (16 ديسمبر 2004): في يوم العملية، سرق تشاز لوحات سيارة عشوائية. وارتدى الأربعة أزياء التنكر لكبار السن (باروكات، مكياج، لحى وشوارب مزيفة، عدسات ملونة). بدت أشكالهم غريبة وجاذبة للانتباه بدلًا من إخفائهم.

دخلوا المكتبة، وكان سبنسر سيراقب من الخارج، وتشاز ينتظر في السيارة (لكنه دخل معهم أولًا)، بينما وارين وإريك يقتحمان الغرفة. لكن المفاجأة كانت بوجود ثلاثة موظفين آخرين مع أمينة المكتبة داخل الغرفة يعقدون اجتماعًا. أصيب الأربعة بالذعر وقرروا التراجع. انسحب سبنسر وإريك أولًا، ثم تبعهم وارين وتشاز. ورغم إحباط وارين، إلا أنه حجز موعدًا جديدًا لليوم التالي.

المحاولة الثانية (17 ديسمبر 2004): في صباح اليوم التالي، أقنع وارين سبنسر المتردد بالمشاركة مجددًا، مخففًا دوره ليقتصر على المراقبة من الخارج. قرروا التخلي عن تنكر كبار السن وارتدوا بدلًا من ذلك ملابس رسمية ومرتبة.

اتخذ سبنسر موقعًا على سطح مبنى مجاور للمكتبة، بينما انتظر تشاز في السيارة، ودخل وارين وإريك المكتبة. توجه وارين نحو الغرفة، حيث كانت أمينة المكتبة بمفردها هذه المرة. كان من المفترض أن يسيطر عليها ثم ينادي إريك، لكن وارين أصيب بالهلع ونادى إريك مدعيًا أنه قد تخلص منها.

في الواقع، كانت أمينة المكتبة لا تزال بوعيها عندما وصل إريك. اضطر وارين إلى مهاجمتها بصاعق كهربائي. لم تُغمَ عليها، بل صرخت من الألم. قاموا بتقييدها بشريط لاصق على فمها وربطوا قدميها، بالرغم من صرخاتها وتوسلاتها. في التوتر، واجهوا صعوبة في ارتداء قفازاتهم، مما ترك بصمات أصابعهم في كل مكان.

وجدوا المفاتيح معلقة في سلسلة حول رقبة أمينة المكتبة. أخذوا كتاب “طيور أمريكا” وكتابًا آخر كبيرًا ثمينًا من الدرج. كما كسر وارين واجهة زجاجية ليأخذ كتابًا صغيرًا ثمينًا لداروين.

عملية الهروب تحولت إلى فوضى:

  • باستخدام بطاقة أمينة المكتبة لمصعد الخدمة، ضغط إريك على زر الطابق الأول بدلًا من القبو بالخطأ. فتحت الأبواب، وكشفت عنهم وعن غنيمتهم لفترة وجيزة أمام الطلاب وموظفة.
  • عندما وصلوا إلى القبو، اكتشفوا، لمفاجأتهم، أنه لا يوجد مخرج طوارئ كما كانوا يتوقعون.
  • اضطروا للعودة إلى الطابق الأول ومحاولة الهروب من مخرج طوارئ آخر. أثناء نزولهم الدرج، سقط الكتابان الكبيران منهم. سحب إريك وارين، مجبرًا إياه على التخلي عن الكتب الثمينة بينما كانت موظفة بالمكتبة تلاحقهم.
  • التقطهم تشاز بالسيارة. لم ينجحوا في الهروب إلا بكتاب داروين (الذي تقدر قيمته بأكثر من مليون دولار) وكتاب آخر قيمته حوالي نصف مليون دولار كان قد أخذه إريك. قاموا بتغيير ملابسهم بسرعة داخل السيارة.
  • أنزلهم تشاز في مكان عشوائي، وذهب للتخلص من السيارة، وعاد سبنسر إلى منزله.

العواقب والاعتقال: انتشر خبر السرقة محليًا. قرر الشباب محاولة توثيق الكتب على الرغم من ذلك. في 20 ديسمبر 2004، توجه وارين وسبنسر إلى دار مزادات في نيويورك، وقدموا نفسيهما كوكيلين لعميل ثري. أخبرتهم الموظفة أن الشخص المسؤول عن التقييم غير موجود وعليهم العودة في اليوم التالي. خوفًا من اكتشاف أمرهم، قرروا عدم العودة والعودة إلى منازلهم، مؤجلين عملية التوثيق.

تولى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) التحقيق. البصمات التي وُجدت في المكتبة لم تكن في قواعد البيانات لأن الشباب لم يكن لديهم سجل إجرامي.

نقطة التحول في التحقيق:

  • أبلغت دار المزادات مكتب التحقيقات الفيدرالي بمحاولة التقييم المشبوهة.
  • اكتشف مكتب التحقيقات الفيدرالي أن نفس البريد الإلكتروني (باسم وارين ليبكا الحقيقي) قد استُخدم للتواصل مع المكتبة لحجز الموعد ومع دار المزادات لطلب التقييم.
  • أظهرت كاميرات المراقبة في دار المزادات صورًا لوارين وسبنسر.
  • استخدم مكتب التحقيقات الفيدرالي سجلات المكالمات الهاتفية من هواتف الشباب الشخصية لربط الأربعة المتآمرين ببعضهم.

بعد حوالي ثلاثة أسابيع، تم اعتقال الأربعة في وقت واحد خلال مداهمات قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي.

الحكم وما بعده: حُكم على الأربعة بالسجن سبع سنوات لكل منهم. كانت قسوة الحكم جزئيًا بسبب عدم تعاونهم في التحقيق، وكذلك بسبب العنف الذي تعرضت له أمينة المكتبة، والذي أبدوا ندمهم الشديد عليه لاحقًا. وقد قضوا فترة عقوبتهم كاملة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back To Top