فريد بريتو هو رجل أمريكي من أصول مكسيكية، وُلد وترعرع في لوس أنجلوس. منذ صغره، تعلم اللغة الإسبانية من عائلته. لم يكن فريد محبًا للدراسة الأكاديمية، بل كان يميل إلى الفنون الإبداعية مثل التمثيل والمسرح. قضى حياته في تقمص شخصيات ووظائف مختلفة، ليس فقط لكسب المال، بل لأنه كان يستمتع بلعب هذه الأدوار. عاش 40 عامًا من حياته بهذه الطريقة، متنقلاً من شخصية إلى أخرى ومن وظيفة إلى أخرى.
البدايات: الجندية والطموح المزيف
- الالتحاق بالجيش (1973): في سنته الأخيرة بالمدرسة، ترك فريد الدراسة قبل إكمالها والتحق بالجيش، بعد دورة عسكرية مدتها ستة أشهر، تم نقله إلى قاعدة أمريكية في الفلبين في عام 1973.
- أول انتحال شخصية (طيار عسكري): في الفلبين، بدأ فريد يشعر بالملل من كونه مجرد جندي عادي ورغب في أن يكون “شخصًا أكبر”. تذكر حبه للتمثيل وقرر انتحال شخصية طيار عسكري، بهدف الاستعراض ونيل الاحترام، وليس لهدف حقيقي لكسب المال.
- حصل على زي ملازم أول طيار مدعيًا أن زيه قد تلوث.
- بثقة تامة، دخل حاملة طائرات في يوم إجازته واختلط بالطيارين، متحدثًا بأسلوبهم ومستخدمًا مصطلحاتهم، ولم يشك فيه أحد.
- قضى يومًا كاملًا على متن الحاملة يحظى بمعاملة كبار الشخصيات VIP.
- الكشف والاعتقال: عند عودته إلى القاعدة، تعرف عليه جندي كان زميله في المعسكر التدريبي، واستغرب من رتبته السريعة. توتر فريد وحاول اختلاق كذبة، لكن زميله لم يقتنع وأبلغ الشرطة العسكرية. تم اعتقال فريد وأقر بما فعله، وحُكم عليه بالسجن العسكري لمدة شهر.
- الدافع يتأكد: لم يشعر فريد بالندم في السجن، بل ظل يفكر في مدى إمكانياته لو استمر في هذا الطريق، مما عزز رغبته في تقمص الشخصيات.
بعد الجيش: حياة الرفاهية والسقوط
- العودة إلى لوس أنجلوس (1977): بعد أربع سنوات من الخدمة العسكرية، عاد فريد، وعمره 22 عامًا، إلى لوس أنجلوس وعاش في منزل والديه.
- علاقة بول ليند: بدأ يرتاد ديسكو يرتاده الأغنياء والمشاهير. جذب انتباه الكوميدي الشهير بول ليند (شخصية معروفة في هوليوود كانت تخفي ميولها الجنسية المثلية). ورغم أن فريد لم تكن لديه نفس الميول، فقد تقمص شخصية مثلية ليتلقى المساعدة المالية، بهدف الحصول على المال والمكانة.
- انتقل للعيش في منزل فاخر على الشاطئ على حساب ليند، وتلقى هدايا باهظة وسيارة مرسيدس.
- انهيار العلاقة: سرعان ما انهارت شخصية فريد المنتحلة، إذ كان من الصعب الاستمرار في علاقة ليست مبنية على حقيقته. أنهى بول ليند العلاقة، ووجد فريد نفسه بلا مال ولا رفاهية، حيث تم إلغاء بطاقاته الائتمانية وسحب سيارته.
الاختلاس والهروب
- صراف بنكي (1978): عاد فريد إلى منزل والديه. تحت ضغط والده، حصل على وظيفة كصراف بنكي في يوليو 1978.
- اختلاس 1000 دولار: لم يستطع فريد التكيف مع وضعه الجديد بعد حياة الرفاهية. اختلس 1000 دولار من البنك، لكن تم اكتشاف الأمر بسرعة، وتتبعت الشرطة الفدرالية (FBI) الأموال إليه.
- السجن المنزلي والهروب: اعترف فريد بجريمته، وحُكم عليه بالسجن المنزلي لمدة عام تحت المراقبة في “هاف واي هاوس”. لكنه لم يلتزم بالشروط وكان يتأخر في العودة. خوفًا من نقله إلى سجن حقيقي بعد تحذير الضابطة المسؤولة عنه، قرر الهروب من المنزل.
- الهروب إلى كندا: ذهب إلى منزل والديه، ثم توجه إلى المطار. في عام 1978، لم تكن الأنظمة الإلكترونية مترابطة، مما سمح له بالحجز على أقرب وأرخص رحلة إلى فانكوفر بكندا.
حياة النصب في كندا
- شخصية “مارك أبركرامبي”: في كندا، قرر العودة إلى حياة الاحتيال. تقمص شخصية جديدة باسم “مارك أبركرامبي”، وكان هدفه الحصول على أصدقاء أثرياء يستعطفهم لمساعدته.
- احتيال عاطفي: ذهب إلى حانة راقية وبحث عن مجموعة من الأغنياء الليبراليين. أخبرهم قصة مختلقة بأنه ابن عائلة غنية، لكن والديه تبرأوا منه وقطعوا عنه المال بسبب ميوله الجنسية المثلية، وأنه جاء إلى كندا لأن مجتمعها أكثر انفتاحًا. كان يعلم أن هذه القصة ستثير تعاطفهم.
- كان فريد يجيد “قراءة الأشخاص المستهدفين” وفهم طبيعتهم للتلاعب بعواطفهم، وهي صفة أساسية لأي نصاب.
- استغلال الأصدقاء: تعاطف معه هؤلاء الأشخاص، ودعوه للعشاء، ثم سمح له زوجان بالعيش معهما لعدة أشهر، وكان يعتمد عليهم في كل شيء. بدأ يأخذ بطاقاتهم الائتمانية دون إذن وينفق منها.
- الكشف والاعتقال: اكتشف الزوجان النفقات الكبيرة وفقدان إحدى بطاقاتهما، فأبلغا الشرطة. تم القبض على فريد في مطعم عندما حاول الدفع ببطاقة مسروقة.
- عند أخذ بصماته، اكتشفوا أنه مطلوب في أمريكا لانتهاك شروط إطلاق سراحه.
- ظل مسجونًا في كندا لمدة ثمانية أشهر بتهمة سرقة البطاقة الائتمانية.
العودة إلى السجن الفعلي والمزيد من الاحتيال
- التسليم للسلطات الأمريكية (1979): في خريف عام 1979، تم تسليم فريد إلى السلطات الأمريكية ونقله إلى لوس أنجلوس. حُكم عليه بالسجن الحقيقي لمدة سنة ونصف بسبب هروبه واختلاس الأموال من البنك.
- ما بعد السجن (1981): تم إطلاق سراحه في فبراير 1981، وعاد إلى منزل والديه وعمره 26 عامًا. واجه صعوبة في الحصول على وظائف حتى المتواضعة بسبب سجله الإجرامي.
- برر لنفسه العودة إلى الاحتيال قائلاً: “إذا لم يساعدني أحد بينما أحاول السير في الطريق الصحيح، فليس لدي خيار سوى العودة إلى الطريق الخطأ”.
- إعادة اختراع الذات والسير الذاتية المزورة: بدأ فريد بقراءة كتب تطوير الذات والسير الذاتية لشخصيات مشهورة وقادة ليتعلم كيف يكتسب “صورة القوة” والهيبة.
- ثم بدأ في كتابة سير ذاتية مزورة بشكل متقن، مدعيًا حصوله على ثلاث شهادات ماجستير ودكتوراه في مجالات مختلفة.
- كان يتابع إعلانات الوظائف الراقية في الجرائد (مثل رئيس شركة، مدير فندق، محامي) ويصمم سيرة ذاتية لكل منصب، مع هوية واسم مختلفين لكل شخصية.
التقمص الاحترافي والوظائف عالية المستوى
- عملية الدراسة والتقمص: قبل أي مقابلة عمل، كان يتبع عملية من خطوتين:
- الدراسة: يدرس كل ما يتعلق بالمنصب، مثل الذهاب إلى فنادق حقيقية لمراقبة الموظفين إذا كان سيعمل كمدير فندق.
- التقمص: يتدرب أمام المرآة على أسلوب الكلام والحركة للشخصية التي سيتقمصها، حتى يتقن الدور تمامًا.
- مدير فندق: نجح في مقابلة عمل لمنصب مدير فندق. كان يتعلم يومًا بيوم ويواصل الدراسة ليلًا ليفهم دوره بشكل أفضل.
- التنقل الاستراتيجي: قرر ألا يبقى في وظيفة واحدة لأكثر من عام لزيادة خبرته وتقليل فرص كشفه.
- أمثلة على وظائفه: خلال السنوات الأربع التالية، عمل في عدة مناصب مرموقة:
- مستشار عائلي في شركة محاماة كبيرة: استخدم سيرته الذاتية المزورة في المحاماة للحصول على هذا المنصب.
- مدير عام لمؤسسة اجتماعية غير ربحية: كانت هذه المؤسسة تجمع تبرعات من مشاهير هوليوود.
- الأجور المجزية: كانت معظم المناصب التي يشغلها تدفع رواتب تزيد عن 10 آلاف دولار شهريًا في الثمانينات (وهو ما يعادل ضعف قيمتها اليوم).
ذروة الانكشاف: مخطط المدن
- مخطط مدن (1985): في عام 1985، تقدم لوظيفة “مخطط مدن” في بلدية مدينة لانكستر بولاية بنسلفانيا، وهي وظيفية حكومية تتطلب عادة شهادة ماجستير وخبرة كبيرة.
- قدم سيرة ذاتية “خمس نجوم” أعجب بها عمدة المدينة بشدة.
- أجرى عملية الدراسة والتقمص كالمعتاد، واستخدم اسمًا مستعارًا جديدًا: “مارك سبارزا”.
- تم تعيينه في المنصب، وأصبح مسؤولًا عن الموافقة على مشاريع المباني الجديدة.
- البحث عن الانتباه والكشف: استمتع فريد بمنصبه الذي منحه شعورًا بالسلطة والقوة، لكنه لم يظل متخفيًا. بدأ يظهر في الفعاليات العامة ويجذب الانتباه، حتى قرر مكتب العمدة تكريمه.
- خلال مؤتمر صحفي، لاحظ صحفي اسمه ديفيد فوي أنه لم يسمع عن هذا الرجل من قبل.
- بدأ فوي في التحقيق، وسرعان ما اكتشف أن “مارك سبارزا” هو اسم وهمي، وأن هويته الحقيقية هي فريد بريتو، ولديه سجل إجرامي.
- الفضيحة والاعتقال: نشر الصحفي القصة في الجريدة المحلية، وانفضح فريد أمام المجتمع. داهمته الشرطة في منزله واعتقلته.
- كان الموقف محرجًا للمدينة والعمدة. حُكم على فريد بالسجن لمدة عام.
- دوافع فريد: كشف فريد نفسه لأنه “يحب جذب الانتباه لنفسه” ويستمتع بذلك، حيث كان يرى نفسه “مثل الممثل ويحتاج لجمهور ليشاهد أداءه”.
بعد السجن: الطبيب النفسي وقائد الأوركسترا
- العودة إلى لوس أنجلوس (1988): أُطلق سراح فريد في مارس 1988، وعاد إلى لوس أنجلوس.
- الطبيب النفسي: أثناء عمله في شركة تسويق، اتصل به صديق طُلب اعتقاله بسبب حيازة الحشيش. جاءت فريد فكرة جريئة: تقمص شخصية طبيب نفسي لإنقاذ صديقه.
- استلهم الفكرة من جلسة محكمة سابقة حيث سمع طبيبًا نفسيًا يدافع عن متهم.
- حضر الجلسة بصفته طبيبًا نفسيًا، موضحًا أن المتهم مريضه وأنه خضع لجلسات علاجية، واقترح إطلاق سراحه تحت مراقبته.
- اقتنع القاضي بحديثه واستخدامه لمصطلحات الأطباء النفسيين، وخرج فريد وصديقه من المحكمة يضحكان.
- قائد الأوركسترا (1998): بعد أكثر من عشر سنوات من تقمص الشخصيات، في عام 1998، حضر فريد حفلًا موسيقيًا لفرقة إيفانسفيل الموسيقية في إنديانا. أعجب بقائد الأوركسترا وفكر في أن يصبح مثله.
- اتصل بمكتب الفرقة مدعيًا أنه مساعد قائد أوركسترا مكسيكي اسمه “المايسترو فريدريكو غوميز”، وأنه يرغب في قيادة الفرقة خلال زيارته.
- كان لديه أسبوعان للتدرب. قام بدراسة المقطوعات الموسيقية وشاهد فيديوهات لقادة أوركسترا مشاهير لتقليد حركاتهم، واختار مقطوعة واحدة يتقنها.
- في ليلة الحفل (17 سبتمبر 1998)، قاد فريد الفرقة أمام الجمهور. ادعى أنه لم يشك فيه أحد وأن أداءه كان مثاليًا، وكانت تلك إحدى أكثر الليالي متعة في حياته.
الكاهن والمطاردة النهائية
- العودة إلى لوس أنجلوس والاختلاس (2002): في عام 2002، عاد فريد إلى لوس أنجلوس واستخدم اسم “مارك سبارزا” مرة أخرى. عمل مدير قسم مشتريات في شركة محاماة.
- كان مبذرًا، وبدأ يختلس من أموال الشركة.
- اكتشفت الشركة الاختلاسات، وعندما حققت في خلفيته، اكتشفت أنه لم يعمل في أي من الشركات السابقة التي ادعى أنه عمل بها.
- تم فصله، وأبلغت الشركة الشرطة.
- الهروب إلى المكسيك: المحققة ديبي بوتر تولت القضية. اتصلت بفريد، الذي وعد بالحضور للقسم، لكنه هرب إلى المكسيك.
- تقمص شخصية الكاهن: المحققة بوتر تتبعت خيوط “مارك سبارزا” ووصلت إلى هوية فريد بريتو الحقيقية.
- في المكسيك، ولتجنب الشكوك عند العودة إلى أمريكا، جاءت لفريد “أكثر فكرة شاطحة في حياته كلها”: تقمص شخصية كاهن أو قس.
- اشترى ملابس الكهنة، واخترع اسمًا جديدًا “الأب فريدريكو غوميز سبارزا”.
- درس الكتب الدينية، وحفظ العبارات والمصطلحات الأساسية، وزور مستندات تدعم كونه قسًا مرسمًا من الكنيسة الكاثوليكية في المكسيك.
- قس في أريزونا: وجد منصب قس متاح في كنيسة بولاية أريزونا، وهي مناسبة لقربها من والديه. الكنيسة كانت تبحث عن شخص ثنائي اللغة، وهو ما يتوفر في فريد.
- أبهرهم فريد في المقابلة بطريقة كلامه وأسلوبه، وتم تعيينه كقس.
- كان يمارس جميع مهام القس: إعطاء المحاضرات، قيادة الشعائر، إقامة حفلات الزفاف والجنازات.
- “الدور كان راكب عليه بشكل خرافي لأنه أصلاً بياع كلام”.
- اللحظة الحاسمة على الحدود: أثناء عودته من زيارة صديق في المكسيك، طلب حرس الحدود هويته. عندما أدخلوا اسم “فريدريكو سبارزا” في النظام، ظهرت مذكرة اعتقال باسم فريد بريتو (المحققة بوتر كانت قد عممت اسمه وأسماءه المستعارة).
- ادعى فريد أن الشخص المطلوب هو أخوه التوأم.
- لحسن حظه، آلة تحليل البصمات كانت معطلة.
- أقنع الضباط بالاتصال بالكنيسة التي يعمل بها. الأسقف أكد هويته كقس محترم، وأطلق سراح فريد.
- الهروب الأخير والاعتقال: هرب فريد من الكنيسة في أريزونا بعد يومين. اتصلت المحققة بوتر بالكنيسة، وعرفت أن فريد هرب.
- انتقل فريد إلى مدينة أخرى في أريزونا وعمل قسًا في كنيسة أخرى، حيث أثار إعجاب القس الأكبر وأهل الكنيسة.
- البلاغ المجهول والقبض عليه: بعد حوالي ثلاثة أشهر (11 يونيو 2002)، تلقت المحققة بوتر بلاغًا مجهولًا يفيد بأن فريد بريتو يعمل قسًا في كنيسة “أماكيلت هارت” في فينكس.
- تحركت الشرطة وحاصروا الكنيسة. عندما نزل فريد، أدرك أنه انكشف، وتم اعتقاله.
- أُعيد إلى لوس أنجلوس وحُكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرًا.
الحياة اللاحقة والتقاعد؟
- بعد السجن (2004): أُطلق سراح فريد في يناير 2004.
- المستشار المحتال: ظهر في برامج تلفزيونية وثائقية، وادعى أنه تاب وترك الاحتيال. زعم أنه يعمل مستشارًا للشركات لمساعدتها في كشف المحتالين الذين يزورون سيرهم الذاتية، وعرض خدماته عبر موقع وقناة يوتيوب.
- العودة إلى النصب: لكن الأبحاث الحديثة (مقالات من 2017 و 2016 و 2020) تشير إلى أنه استمر في النصب:
- في عام 2017، تم فضحه بعدما تقدم لوظيفة إدارية في فندق بمدينة فارجو باسم “لوكا غوميز دي ماريا” وتم توظيفه لأسبوعين.
- في عام 2016، عمل كمدير نادي رياضي في يوجين قبل أن يُكشف ويُفصل.
- آخر خبر عنه كان في عام 2020، حيث كان يعمل كمدير لأحد فروع مطاعم “آي هوب” باسم “ماكس غوميز دي ماريا”. على ما يبدو، لم تفصله الإدارة لأن أداءه كان ممتازًا، مما يشير إلى اكتسابه خبرة حقيقية في الإدارة من كثرة انتحال الوظائف.
- التقاعد: يعتقد الراوي أنه ربما تقاعد الآن لأنه تجاوز 65 عامًا.
فريد بريتو كان نصابًا من نوع خاص، حيث كان يستمتع بتقمص الشخصيات والتحدي الذي يفرضه ذلك، ولم يكن دافعه الوحيد هو المال، بل الحاجة إلى الجمهور والشعور بالمكانة والسلطة.
🔗 مصدر القصة: هذه المقالة مستوحاة من فيديو قناة “قرية العجائب” بعنوان “فريد بريتو المحتال المتعدد الشخصيات”، ويمكن مشاهدته عبر الرابط التالي:
https://youtu.be/Maw9kJmwu-I?si=Hy8-BbmZsrItDMDK