روبرت: أخطر نصاب في العالم يتلاعب بضحاياه مثل الدمى

روبرت_هندي

نبذة عن روبرت هندي فريغارد وطرق نصبه: روبرت هندي فريغارد هو نصاب بريطاني يوصف بأنه في مستوى مختلف تماماً عن أي نصاب آخر، حيث تصل قدرته على التلاعب بضحاياه إلى حد لم يره رجال الأمن من قبل. لقّبته الصحافة والإعلام بـ”سيد الدمى” لأنه يتحكم بضحاياه كأنهم دُمى، ويوجههم كيفما يشاء. بدأ روبرت عمليات النصب في التسعينات، ومعظم ضحاياه من النساء. كانت طريقته تعتمد على إقناع الضحية بسيناريو معين، إما قصة حب أو سيناريو ترهيب وخوف، ويظل يلعب على هذين الحبلين حتى يسيطر على الضحية بالكامل ويدمر حياتها، بهدف ابتزاز الأموال منها ومن أقاربها. كان لديه قدرة مخيفة على التلاعب بالمشاعر ويعرف كيف يختار الضحايا المناسبين.

أحدث قضية لروبرت (منذ 2012): عائلة مارك وساندرا

  • بداية العلاقة والاندماج: بدأت أحدث قضية لروبرت في عام 2012 عندما تعرفت ساندرا، الأم المنفصلة حديثاً عن زوجها مارك، على رجل عبر الإنترنت يدعى ديفيد هندي (اسم مستعار لروبرت). ديفيد كان يظهر كشخص ناجح وثري يعمل في مجال الإعلانات، وأهدى ساندرا سيارة أودي جديدة. انتقل ديفيد تدريجياً للعيش مع ساندرا وأولادها جايك وصوفي.
  • التغيير في ساندرا وعزل الأسرة: لاحظ الأولاد أن ديفيد كان دائمًا في المنزل ولا يذهب للعمل. بدأت ساندرا تتغير، وقطعت علاقتها بزوجها السابق مارك وأصدقائها وكل المقربين منها، وأصبحت علاقتها بأولادها سطحية جداً، حتى أنها اتهمت ابنها جايك بسرقة سوار ذهب أهداه إياها ديفيد، بينما كان ديفيد هو السارق الحقيقي.
  • اضطهاد جايك: ديفيد بدأ يتدخل في حياة الأولاد بطريقة تهدف إلى جعل حياتهم أسوأ. أخبر مارك بأن جايك شاذ جنسياً، وأجبر جايك على ارتداء حذاء به قطعة حديد مزعجة إلى المدرسة، مما عرضه للتنمر. كما كان يمنع جايك من الدخول إلى المنزل بعد المدرسة، ويتركه ينتظر لساعات خارجاً. كل هذه الأحداث دفعت جايك إلى مغادرة المنزل والعيش مع والده.
  • التلاعب بصوفي: بعد رحيل جايك، بقي روبرت مستفرداً بساندرا وصوفي. بدأ روبرت يغرس الأفكار السلبية في رأس صوفي، مقنعاً إياها بأن والدها وشقيقها تخليا عنها ولا يريدانها. هذه الأفكار جعلت صوفي تقطع علاقتها بوالدها وشقيقها لمدة سنتين ونصف.
  • الاستغلال المالي لصوفي: روبرت حصل لصوفي على وظيفة كمتدربة في صالون نسائي براتب قليل، وأجبرها على دفع إيجار شهري قدره 300 باوند، بينما كان يستولي على هذه الأموال لنفسه. كما أقنعها بسحب مدخراتها البالغة 10,000 باوند لشراء سيارة، وأخذ الأموال ولم تعد صوفي تراها أبداً. هذه الضغوطات دفعت صوفي أيضاً لمغادرة المنزل والعيش بمفردها لمدة عام قبل أن تعود للتواصل مع والدها وشقيقها في أواخر عام 2014.
  • اختفاء روبرت وساندرا واكتشاف الحقيقة: اكتشف مارك وأولاده أن روبرت وساندرا اختفوا فجأة من المنزل. عند تفحصه للمنزل الذي كان يملكه، وجد مارك قفلاً ضخماً على باب غرفة النوم الرئيسية، ونافذة الغرفة مغطاة بالكامل بصحف. كما اكتشف فواتير ضخمة غير مدفوعة وقروضاً باسم ساندرا، بما في ذلك قرض سيارة الأودي. أدرك مارك أن روبرت لم يكن ثرياً كما ادعى، بل كان يعيش على أموال ساندرا. عندما بحث مارك عن اسم “ديفيد هندي كون مان” (نصاب)، اكتشف مقالات عن نصاب محترف يدعى روبرت هندي فريغارد، ووجد صوره وتأكد أنه الشخص نفسه الذي كان يعيش مع عائلته. الشرطة وصفت روبرت بأنه “شر مطلق” ولقبه الإعلام بـ”سيد الدمى”، وقد احتال على ضحايا واستولى على أكثر من مليوني باوند، وكان مداناً ومسجوناً سابقاً في عام 2003. كما كان ينتحل شخصية عميل في جهاز الأمن البريطاني MI5.

سوابق روبرت في النصب والاحتيال (منذ 1993):

  • قضية جون أدكستون وسارة سميث وماريا هندي (1993):
    • اللقاء الأول والتجنيد: في عام 1993، تعرف روبرت (الذي كان يعمل في حانة) على طالب جامعي يدعى جون أدكستون. استغل روبرت قلق جون بعد انتحار صديقه الأيرلندي، وأقنعه بأن صديقه لم ينتحر بل قُتل من قبل “الجيش الجمهوري الأيرلندي” (IRA) الإرهابي، وادعى روبرت أنه عميل سري في جهاز الأمن البريطاني MI5. روبرت استغل حالة عدم الاستقرار في بريطانيا بسبب هجمات الجيش الأيرلندي لتعزيز قصته.
    • غسيل الدماغ والتدريب: أقنع روبرت جون بأنه بحاجة لمساعدته لمراقبة زملائه في السكن المشتبه بانتمائهم للجيش الأيرلندي. أخضع روبرت جون لتدريبات جسدية قاسية واختبارات تحمل، وغيّر مظهره الخارجي (صبغ شعره أحمر).
    • استهداف سارة وماريا: لم يكن لقاء روبرت بجون صدفة، بل كان يبحث عن شخصيات زملائه. أقنع روبرت جون بالدخول في علاقة حب مع سارة سميث، التي كانت من عائلة ثرية جداً، في حين كانت ماريا هندي حبيبة روبرت نفسه.
    • سيناريو الخطر والهروب: روبرت دبر أحداثاً مثل سرقة سيارة جون وتكسير زجاج سيارة سارة ليقنعهم بأنهم مستهدفون من قبل الجيش الأيرلندي. أقنع جون وسارة وماريا بأن عليهم الهرب، وأقنع جون بأن يدعي إصابته بالسرطان كذباً لإقناع الفتاتين بالهروب معه في رحلة حول البلاد.
    • الرحلة الطويلة والاستغلال المالي: بعد 10 أيام، انضم روبرت إليهم وكشف لهم “هويته الحقيقية” كعميل MI5، مؤكداً أن رحلتهم هي هروب من الجيش الأيرلندي. اختفى الثلاثة عن عائلاتهم لمدة عشر سنوات. كان روبرت يستخدم بطاقات جون وسارة الائتمانية لتمويل الرحلة، مدعياً أن الحكومة ستعوضهم لاحقاً.
    • محاولات الإنقاذ الفاشلة: حاول والد سارة تعقبهم والاتصال بالشرطة، لكن الشرطة رفضت التدخل لأن الضحايا كانوا بالغين ولم يكن هناك دليل على اختطاف قسري.
    • السيطرة النفسية الكاملة: روبرت عزل الضحايا تماماً عن العالم، وغيّر أسماءهم (جون أصبح جيمي، سارة أصبحت بيتي). فصلهم عن بعضهم البعض وأعطى لكل منهم وظيفة شاقة براتب قليل.
    • استغلال عائلة جون وسارة: أهل جون دفعوا لروبرت حوالي 400,000 باوند بحجة حماية ابنهم. أما سارة، فقد كانت الأصعب في التعامل، حيث طلب روبرت منها أن تطلب ميراثها البالغ 200,000 باوند من والدها. بعد مكالمات متكررة ومزعجة لسارة مع والدها، وافق والدها على تحويل المبلغ بعد أن شاهد معاناة زوجته.
    • عودة جون وطلب المساعدة: عاد جون إلى أهله بعد حوالي خمس أو ست سنوات من الهروب، وعندما أدرك أنه كان مخدوعاً، كتب رسالة إلى والد سارة في عام 2001، موضحاً فيها حقيقة روبرت ونصبه.

التحقيق والقبض على روبرت (2002):

  • بلاغ كارولاين وربط القضايا: بدأت الشرطة تحقيقاً في قضية نصاب يدعى روبرت فريغارد بعد شكوى من خطيبته السابقة كارولاين التي سرق منها أكثر من 30,000 باوند. اكتشف المحقق بوب براندن أن روبرت كان يعمل في معرض سيارات كواجهة، وأنه ادعى لزملائه أنه عميل سري. أكد جهاز MI5 للشرطة أن روبرت ليس عميلاً لهم.
  • اتساع دائرة الضحايا: عند تواصل والد سارة مع المحقق بوب، اتضحت الصورة بأن هناك ضحايا آخرين بجانب كارولاين، وهم جون وسارة وماريا، وقد تم ابتزاز أهلهم بمبالغ تجاوزت مليون باوند.
  • الضحية كيم آدامز: بدأت الشرطة في تعقب روبرت، وقادتهم التحقيقات إلى ضحية جديدة تدعى كيم آدامز، وهي طبيبة نفسية أمريكية. تعرف عليها روبرت في معرض السيارات، وعندما اكتشف أن والدها فاز بـ 15 مليون دولار في اليانصيب، خطبها. أقنعها روبرت ووالديها بأنه جاسوس MI5.
  • خطط الاف بي آي للقبض عليه: أقنع روبرت كيم ووالديها بأنه بحاجة إلى المال لتدريب كيم لتصبح جاسوسة. تعاون مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في أمريكا مع الشرطة البريطانية، وقاموا بتسجيل المكالمات بين كيم وأهلها وروبرت. روبرت بدا يائساً في مطالبه المالية.
  • الكمين والاعتقال: دبرت الشرطة والاف بي آي كميناً في مطار هيثرو، حيث وافقت والدة كيم على تسليم روبرت مبلغ 50,000 دولار نقداً، مشترطة رؤية ابنتها. في سبتمبر 2002، تم القبض على روبرت في المطار بعد تحديد موقع كيم في سيارته.
  • اكتشاف المزيد من الضحايا: عثرت الشرطة في جيب روبرت على بطاقة بها اسم “روني” (وهي ريناتا كيستر، إحدى ضحاياه)، كما عثروا في حقيبة سفر له في فندق بفرنسا على جوازات سفر وبطاقات هوية تخص نساء أخريات: إليزابيث بارثولوميو وليزلي جاردنر.
  • قصة إليزابيث بارثولوميو: أغواها روبرت ودخل معها في علاقة غير شرعية عام 1996، وهددها بصور فاضحة. ابتز منها أموالاً، وأقنعها بترك زوجها وتغيير اسمها وأخذ قروض باسمها. تركها في النهاية بدون مال أو طعام، حتى أنها نامت في حديقة وتغذت على قطعة شوكولاتة لأسبوع.
  • العثور على سارة: تواصلت الشرطة مع ريناتا كيستر، التي أخبرتهم بأن روبرت طلب منها إيواء امرأة تدعى “كيري” كعاملة منزل. عندما رأى المحقق بوب صورة “كيري”، أدرك أنها سارة. ذهب المحقق إلى منزل ريناتا، وعندما فتحت سارة الباب، ناداها باسمها الحقيقي. صدمت سارة، لكن المحقق شرح لها الحقيقة، واجتمع شملها بوالديها بعد عشر سنوات.

المحاكمة والسجن والإفراج (2005-2009):

  • المحاكمة والحكم الأول: في عام 2005، حوكم روبرت بتهم الاختطاف والسرقة والاحتيال، وقد بلغ مجموع الأموال التي استولى عليها مليون باوند. حكم عليه بالسجن المؤبد. روبرت أنكر جميع التهم وحاول قلب الحقائق، متهماً ضحاياه بالاحتيال عليه أو سوء السلوك.
  • الاستئناف والإفراج: في عام 2007، استأنف روبرت ومحاموه الحكم. تم إسقاط تهمة الاختطاف بحجة أن الضحايا لم يتم تقييدهم جسدياً وكانوا أحراراً في المغادرة. تم تخفيض الحكم إلى سبع سنوات فقط، وبما أنه كان محتجزاً منذ عام 2002، فقد أطلق سراحه في عام 2009.

عودة روبرت وعلاقته بساندرا (بعد 2009):

  • استئناف النصب: بعد إطلاق سراحه في عام 2009، عاد روبرت إلى أساليبه القديمة، ودخل حياة ساندرا (التي تعرفنا عليها في بداية القصة) باسم “ديفيد هندي”.
  • صاندرا ترفض المغادرة: عندما اكتشف مارك (زوج ساندرا السابق) هوية روبرت الحقيقية وأبلغ الشرطة في عام 2015، قامت الشرطة بتحديد موقع ساندرا التي كانت لا تزال تعيش مع روبرت. عرضت الشرطة على ساندرا الحماية وإبعادها عن روبرت، لكنها رفضت وأكدت أنها باقية معه بإرادتها.
  • صراع الأسرة على الميراث: استمرت ساندرا في قطع علاقاتها بعائلتها، ولم تحضر جنازة والديها. في عام 2020، رفعت ساندرا دعوى قضائية ضد ابنها جايك لاستعادة منزل والديها الذي ورثته، والذي كان يحاول جايك حمايته من استيلاء روبرت عليه. على الرغم من تعاطف القاضي مع جايك، إلا أن القانون أجبره على تسليم المنزل لساندرا بصفتها المالكة الشرعية.
  • الاحتيال في تجارة الكلاب: في تلك الفترة، كان روبرت وساندرا يعيشان في فرنسا، وعمل روبرت في مجال بيع الكلاب الأصيلة (خاصة كلاب البيجل). وردت تحذيرات عنه في مجتمعات مربي الكلاب، حيث كان يستخدم أساليب احتيالية، ويدعي إصابته بالسرطان للحصول على أموال لعلاج الكلاب.

الاعتقال الأخير (2022):

  • المطاردة والاعتداء على الشرطة: في أغسطس 2022، حاولت الشرطة الفرنسية استجواب روبرت بشأن أنشطته غير المشروعة في تربية الكلاب، فهرب بسيارته الأودي ودهس شرطيين، مما تسبب في إصابات خطيرة لأحدهما. أدى هذا الحادث إلى مطاردة واسعة النطاق شاركت فيها قوات كبيرة ومروحيتان.
  • القبض عليه والحالة الراهنة: احتجزت ساندرا وتعاونت مع الشرطة. بعد ثمانية أيام، تم اعتقال روبرت في بلجيكا. في أكتوبر 2022، سلمته السلطات البلجيكية إلى فرنسا ليحاكم هناك. روبرت حالياً في السجون الفرنسية، ويواجه أكثر من 30 تهمة، بما في ذلك محاولة قتل رجال الشرطة. نأمل هذه المرة أن تضمن هذه التهم بقاءه خلف القضبان لبقية حياته.

تحليل أساليب روبرت: لا يزال من الصعب فهم كيف تمكن روبرت من خداع ضحاياه لسنوات طويلة. كان يختار ضحاياه بعد دراسة نقاط ضعفهم وسذاجتهم. كانت سيطرته تتم تدريجياً، مع خلق “خسارة متراكمة” تجعل الضحية تستمر في الكذبة على أمل استعادة ما خسرته، مما يجعلها عالقة في دوامة يصعب عليها الخروج منها. العقل والنفس يدفعان الضحية للاستمرار في تصديق الكذبة لحماية نفسها من الانهيار التام عند إدراك الحقيقة المؤلمة.

آخر المقالات : اقتحام بذكاء لا يصدق أضخم سرقة متحف في التاريخ

المصادر

لفهم القصة بالكامل أنصحك بمشاهدة هذا الفيديو بالكامل من هنا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back To Top