تدور القصة حول ريجي كول، شاب يبلغ من العمر 19 عامًا، وجد نفسه مسجونًا في سجن كالباتريا، أحد أخطر السجون في أمريكا. هناك، أجبرته الظروف على مواجهة “ملك” السجن، السجين المعروف بـ الديابلو، والذي يعني “الشيطان” باللغة الإسبانية. على الرغم من الأحداث العنيفة التي مر بها ريجي في مواجهته ضد الديابلو، إلا أن هذه المواجهة قادت في النهاية إلى نتيجة سعيدة وغير متوقعة.
شباب ريجي ومساره نحو الجريمة:
- عندما كان ريجي في العاشرة من عمره في عام 1985، انتقلت عائلته إلى لوس أنجلوس، وهي منطقة كانت تشهد ارتفاعًا مستمرًا في معدلات الجريمة والعنف، وتزايدًا في أعداد العصابات.
- كان لديه أخوان وأختان، وكان هو الأصغر. شقيقه الأكبر، كيني، البالغ من العمر 15 عامًا، انضم إلى إحدى العصابات العنيفة.
- في إحدى الهجمات المسلحة بين العصابات المتنافسة، قُتل كيني. هذا الحدث حطم ريجي، الذي كان يعتبر كيني قدوته وحاميه.
- حاول ريجي التركيز على دراسته لنسيان ما حدث، لكن البيئة المحيطة به كانت قاسية، ومع كل سنة، كان ريجي ينحرف أكثر فأكثر عن المسار الصحيح.
- في النهاية، ترك ريجي المدرسة الثانوية وانغمس في عالم العصابات، متبعًا خطى أخيه الراحل.
- تدهور الوضع الأسري مع تفكك عائلته وانفصال والديه. إخوته وأخواته غادروا المنزل، وبقيت والدته وحدها معه.
- بدأ ريجي في زراعة وبيع الحشيش، ولم يرتكب جرائم عنيفة في البداية.
- تم اعتقاله لأول مرة وعمره 16 عامًا لرفضه التعاون مع الشرطة ومحاولته الهروب.
- اعتقل مرة أخرى بعد فترة قصيرة لحيازته سلاح.
- في عام 1995، عندما بلغ ريجي 19 عامًا، تم القبض عليه واتهامه بقتل رجل بجانب بيت دعارة.
- حُكم على ريجي بالسجن المؤبد وأرسل إلى سجن كالباتريا.
سجن كالباتريا:
- وصل ريجي إلى كالباتريا، وهو مجمع سجون كبير ومعزول في الصحراء، لا يحيط به سوى الفراغ، وكأنه مقبرة للمنبذين من المجتمع.
- أول ما لاحظه ريجي عند دخول السجن كانت رائحة الروث المنتشرة في كل مكان من حظيرة الحيوانات الموجودة داخل السجن.
- كان السجن محاطًا بسياجين ضخمين، أحدهما مكهرب ومميت، مما يجعل الهروب مستحيلاً.
- كان الحراس في السجن يعانون من نقص في العدد، بنسبة حارس واحد لكل 50 سجينًا.
- قبل ثلاثة أشهر فقط من وصول ريجي، قام خمسة سجناء بمهاجمة ثمانية حراس وطعنهم بسكاكين يدوية الصنع، مما يدل على خطورة السجن.
- نظر المساجين القدامى إلى المساجين الجدد مثل ريجي على أنهم “فرائس طازجة وطرية”.
- كانت الزنازين عبارة عن غرف خرسانية صغيرة تشبه القبور، بدون نوافذ، وأبواب معدنية لا تفتح إلا من الخارج.
- أدرك ريجي بسرعة مدى خطورة المكان وضرورة أن يكون حذرًا من كل شيء وكل شخص.
- تلقى درسًا قاسيًا عندما دخلت مجموعة من المساجين زنزانته، وحاول زميله في الزنزانة أن يكون لطيفًا معهم، لكنهم قاموا بضربه واغتصابه بشكل متكرر، مما جعل ريجي يدرك ما يجب تجنبه.
صعود ريجي ومواجهة الديابلو:
- أدرك ريجي أنه يجب عليه الانضمام إلى عصابة لحمايته.
- بينما كان يسير في الساحة الخارجية، حاصرته مجموعة من المساجين، وقام زعيمهم الضخم بالإمساك برقبته وتثبيته على السياج.
- في لحظة مفاجئة، أخرج ريجي فرشاة أسنانه الحادة وطعن الرجل الضخم في خاصرته. لم يكن هدفه القتل، بل التخويف وإثبات أنه ليس فريسة سهلة.
- هذا الفعل منحه سمعة قوية بين المساجين، ونتيجة لذلك، رحبت به عصابة تدعى “فورتنايت” للانضمام إليهم، مما وفر له الحماية التي كان يبحث عنها في هذا المكان.
- على الرغم من وجود العديد من العصابات في السجن، إلا أنها جميعًا كانت تخضع لرجل واحد: الديابلو. كان الديابلو هو السجين الأعنف والأقوى في السجن، وكان يعتبر نفسه ملك المكان.
- كان الديابلو ضخم الجثة، ويبلغ من العمر 34 عامًا، قضى 20 عامًا منها داخل السجون، بما في ذلك سجن الأحداث حيث اعتدى على مراهق آخر وهو في الثالثة عشرة.
- كان الديابلو قد بنى إمبراطورية للمخدرات داخل السجن، وكان الجميع يخشونه، حتى الحراس الذين كانوا يمنحونه امتيازات خاصة للحفاظ على الهدوء النسبي.
- تزوج الديابلو من إحدى حارسات السجن بعد سنتين من دخوله، وكانت تهرب له سجائر فاخرة أثناء زياراتها.
- بعد أربع سنوات من سجن ريجي، ازدادت حالة الديابلو سوءًا؛ أصبح أكثر عنفًا وإدمانًا على الشرب، حتى أن أقرب أتباعه كانوا يخشونه.
- في أحد الأيام، خلال تفتيش بعد رمي حجر على حارس، عُثر على سكين يدوية الصنع. كانت هذه السكين تخص مساعد الديابلو المقرب.
- لحماية مساعده، اتهم الديابلو ريجي كذبًا بأنه صاحب السكين.
- أدرك ريجي أنه إذا قبل هذا الاتهام الباطل، فسيعتبر ضعيفًا وسيصبح هدفًا سهلاً مرة أخرى للمساجين.
- عندما سأله الحراس عن السكين، رفض ريجي بشدة، قائلاً “لا، هذه السكين لا تخصني”. هذه الجملة القصيرة جعلت منه عدوًا معلنًا للديابلو.
- عاش ريجي شهرًا كاملاً في خوف دائم، يحاول تجنب الديابلو والبحث عن حماية الحراس.
- في نوفمبر 2000، اقترب الديابلو من ريجي وطعنه في كتفه بسكين، متهماً إياه بأنه “كلب”.
- رغم جرحه، تمكن ريجي من استعادة سكينه اليدوية التي كان قد خبأها.
- بعد ربع ساعة، بينما كان السجناء يصطفون للتفتيش قبل العودة إلى زنازينهم، رأى ريجي الديابلو ينظر إليه باحتقار ويبتسم ابتسامة سخرية.
- خرج ريجي من الصف وركض بسرعة نحو الديابلو وطعنه في حلقه.
- تجمد الجميع في أماكنهم، وتوفي الديابلو قبل وصول طبيب السجن.
المعركة القانونية وكشف الحقيقة:
- اعتقل ريجي على الفور، مدعيًا أنه كان دفاعًا عن النفس. كان مستقبله يبدو مظلمًا، مهددًا بالإعدام أو عشر سنوات على الأقل في الحبس الانفرادي.
- اختار ريجي بشكل عشوائي محاميًا معينًا من الولاية، وهو كريستوفر بلونت، لأنه لم يعتقد أن الأمر سيحدث فرقًا.
- بدأ بلونت في دراسة ملفات القضية الأصلية التي سجن ريجي بسببها، وهي جريمة قتل فيليب غونزاليس عام 1994 بجانب بيت دعارة.
- اكتشف بلونت أدلة حاسمة تكشف براءة ريجي:
- الرصاصة التي قتلت غونزاليس جاءت من مكان مرتفع، مما يتناقض مع شهادة جون جونز، مدير بيت الدعارة، الذي ادعى أنه رأى الهجوم من الطابق الثاني، مما يشير إلى أن جون نفسه قد يكون القاتل.
- لم يتم العثور على أي بصمات أو حمض نووي (DNA) لريجي في مسرح الجريمة.
- تراجع جون جونز لاحقًا عن شهادته.
- الجرح الذي كان في ساق ريجي، والذي استخدم كدليل لربطه بالجريمة، كان في الواقع جرحًا قديمًا أصيب به ريجي وعمره 13 عامًا، أي قبل خمس سنوات من الجريمة. يبدو أن ضابطة الشرطة التي كانت مكلفة بالقضية كانت ترغب في إغلاقها بسرعة، لذلك اتهمت ريجي.
- قضى بلونت ثلاث سنوات في إثبات براءة ريجي من جريمة قتل غونزاليس.
الإفراج والحرية:
- قدم المحامي القضية إلى المحكمة مرة أخرى، وحكم القاضي ببراءة ريجي من الجريمة الأولى.
- بالنسبة لجريمة قتل الديابلو، تم تخفيف التهمة من القتل العمد من الدرجة الأولى إلى القتل من الدرجة الثانية، وحُكم على ريجي بالسجن 10 سنوات في الحبس الانفرادي.
- بما أن ريجي كان قد قضى ثماني سنوات بالفعل في الحبس الانفرادي بعد وفاة الديابلو أثناء إعادة فحص القضية، فقد تبقى له سنتان فقط ليقضيهما.
- تم إطلاق سراح ريجي من السجن في عام 2009، بعد أن قضى 14 عامًا خلف القضبان، 10 منها في الحبس الانفرادي. على الرغم من المرارة العميقة التي شعر بها بسبب سجنه لجريمة لم يرتكبها وإجباره على ارتكاب جريمة أخرى للنجاة، إلا أنه كان سعيدًا بالحرية التي نالها أخيرًا.