تدور القصة حول شابة اسمها شينا بورا، كانت تعيش في مدينة جوهاتي بالهند مع جدها وجدتها وأخيها الأصغر مكايل، بسبب تخلي أمها عنهم في صغرهم. كانت عائلتهم تعاني من الفقر الشديد. رغم هذه الظروف، كانت شينا متفائلة وتسعى لتغيير حياتها.
في عام 2006، عندما بلغت شينا 19 عامًا، تمكنت من الالتحاق بكلية مرموقة في مومباي. كانت عاقدة العزم على التفوق وتغيير حياتها، وأظهرت اجتهادًا وتفوقًا لفت انتباه زملائها وأساتذتها. كانت شينا دائمًا ما تضع مكالمات شخص معين في الأولوية القصوى، حتى أنها كانت تغادر المحاضرات للرد عليها. عندما سألها أصدقاؤها، أخبرتهم أن هذا الشخص هو أختها الكبرى أندراني. شينا كانت تقول إن أندراني هي من غيرت حياتها بعد الله، وأنها وفرت لها المال والدعم للالتحاق بالكلية في مومباي. كما ذكرت شينا أن أندراني هي من كانت تدعمها وتدعم أخاها مكايل.
الحقيقة الصادمة عن أندراني: بعد اعتقال أندراني وتحقيقات الشرطة، اكتُشف أن أندراني لم تكن أخت شينا الكبرى بل كانت أمها. حياتها كانت عبارة عن شبكة من الأكاذيب.
- زواجها الأول وأبناؤها: تزوجت أندراني في سن 16 عامًا من سيداثا داس، وأنجبت منه شينا ثم مكايل.
- تخليها عن أبنائها: انفصلت عن زوجها الأول ورفضت تحمل مسؤولية أبنائها، ورمت بهم على والديها (جدي شينا ومكايل) في جوهاتي.
- انتقالها إلى مومباي: تركت أندراني جوهاتي وسافرت إلى مومباي لتحقيق أحلامها في الثراء، وهناك دخلت الكلية وتخرجت.
- زواجها الثاني والثالث: التقت بـ سانجيف خانا وتزوجته (زوجها الثاني)، وأسسا معًا شركة إعلامية ناجحة. بعد انفصالها عن سانجيف (وظلا شريكين في العمل)، التقت بـ بيتر مكجيه، وهو رجل أعمال غني وقوي يحمل الجنسية البريطانية والرئيس التنفيذي لأكبر شبكة تلفزيونية في الهند. لم تخبر بيتر عن ماضيها، لا عن أزواجها السابقين ولا عن أبنائها شينا ومكايل، خوفًا من أن يؤثر ذلك على مكانتها الاجتماعية.
- ابتزاز والديها: عندما علم والداها بثروتها ونجاحها، تواصلا معها وطالباها بأخذ أبنائها. أندراني، التي كانت غاضبة من كشف سرها، عرضت عليهما مبالغ شهرية مقابل أن يصمتا ويحتفظا بالأولاد.
- عودة شينا إلى حياتها: في عام 2006، علمت شينا عن أمها وتواصلت مع أندراني، معبرة عن رغبتها في دراسة الجامعة وأن تكون قريبة منها. اشترطت أندراني على شينا ألا تخبر أحدًا أنها ابنتها، وأن تدعي أنها أختها الصغرى. كما اشترطت أن ترد شينا على جميع مكالماتها وتمنحها الأولوية، لتبقيها تحت المراقبة. وافقت شينا على هذه الشروط.
علاقة شينا وراؤول: بعد انتقال شينا إلى مومباي، عاشت لفترة مع أندراني وبيتر في منزلهم الفخم، ثم انتقلت إلى شقتها الخاصة بالقرب من الكلية. في إحدى زياراتها الأسبوعية لأندراني، التقت براؤول مكجيه، ابن بيتر من زوجته السابقة، والذي كان يعيش في بريطانيا. انجذبا لبعضهما البعض وبدأت بينهما قصة حب. كان أندراني وبيتر يرفضان هذه العلاقة بشدة. أندراني اعترضت لأن العلاقة “غريبة اجتماعيًا” (ابنة زوجها في علاقة مع ابن زوجها)، ورأت أن راؤول يؤثر سلبًا على شينا، حيث كان يحب الحفلات ويتعاطى الحشيش، بينما كانت شينا هادئة وخجولة. حتى بيتر قطع مصروف راؤول. رغم الاعتراضات، استمرت علاقة شينا وراؤول، وتخرّجت شينا في عام 2011 بتفوق وحصلت على وظيفة، مما حسّن وضعهما المادي. في 26 أكتوبر 2011، تقدم راؤول لخطبة شينا ووافقت.
اختفاء شينا وجريمتها: في مارس 2012، بدأت أندراني في محاولة إصلاح علاقتها مع شينا. تفاجأت أندراني لاحقًا برسالة من شينا (مزورة من تأليف أندراني) تقول فيها أن علاقتها براؤول تدهورت وأنها تريد الانفصال عنه. أبدت أندراني استعدادها للمساعدة. في يوم الاثنين، 24 أبريل 2012، أوصل راؤول شينا إلى مركز تجاري في مومباي حيث اتفقت على لقاء أندراني. رأى راؤول شينا تركب سيارة أندراني، وشاهد السائق وأندراني جالسين في المقعد الخلفي. لكن ما لم يره راؤول هو وجود شخص ثالث في السيارة، كان يجلس في المقعد الأمامي بجانب السائق. بعد أن غادرت السيارة بالثلاثة، عادت شينا إلى منزلها. بعد ساعتين، تلقى رسالة من شينا (مزورة أيضًا) تخبره أنها ستبات مع أختها. في صباح اليوم التالي، تلقى رسالة أخرى (مزورة) تخبره أنها لن تعود للمنزل، وأنها تريد بدء حياة جديدة وتنفصل عنه، وتعتذر منه. جن جنون راؤول، وحاول الاتصال بها دون رد. ثم توجه إلى شقة أندراني وبيتر، لكن الحارس منعه من الدخول بأمر من أندراني. اقتحم راؤول المبنى، ووجد الشقة فارغة. حاول الاتصال بشينا وأندراني وبيتر دون جدوى. ذهب راؤول إلى الشرطة ليبلغ عن شخص مفقود، لكنهم رفضوا بحجة عدم وجود علاقة رسمية أو أدلة على اختفائها. لاحقًا، تمكن راؤول من التواصل مع والده بيتر، الذي أخبره أن شينا قررت السفر إلى أمريكا بإرادتها لتبدأ حياة جديدة. أندراني كانت تحدث بيتر أولًا بأول، حتى أنها قالت له إنها تريد إخراج شينا من البلاد إلى أمريكا. راؤول لم يقتنع، وظلت حالته النفسية تتدهور، وظل يحاول التواصل مع الشرطة والضغط عليهم. بعد أربعة أشهر، اضطر راؤول لتقبل الوضع وترك مومباي.
الكشف عن الجريمة: مرت ثلاث سنوات، حتى عام 2015. في 21 أغسطس 2015، اعتقلت الشرطة سائق أندراني، شام فار، بتهمة حيازة أسلحة غير مرخصة. خوفًا من السجن، عرض السائق على الشرطة معلومات عن قضية أهم بكثير مقابل الحصانة. اصطحب المحققون السائق إلى منطقة ريجات، وهي منطقة غابات تبعد ثماني ساعات عن مومباي. هناك، أشار السائق إلى بقعة تحت شجرة مانجو. بدأت الشرطة في الحفر، وعثرت على بقايا جثة.
تفاصيل الجريمة المروعة، كما رواها السائق:
- في 24 أبريل 2012، بعد أن أوصل راؤول شينا، ركبت شينا السيارة مع أندراني والسائق. الشخص الثالث في السيارة كان سانجيف خانا، زوج أندراني الثاني.
- صبّت أندراني لشينا مشروبًا. بعد أن شربت شينا، بدأت تشعر بالدوار وتشوش الرؤية.
- عندما كانت السيارة تسير في منطقة مرتفعات، أحاطت يدين برقبة شينا وبدأت تخنقها. كانت أندراني هي من تخنقها.
- حاولت شينا المقاومة، لكن يدها كانت ضعيفة بسبب المخدر. قام سانجيف خانا (الرجل الثالث) بمسك قدميها لتثبيتها بينما واصلت أندراني خنقها.
- لفظت شينا أنفاسها الأخيرة وماتت على يد أختها (أمها) أندراني.
- بعدها، قاد السائق السيارة لمدة ثماني ساعات إلى منطقة ريجات. أنزل المجرمون الثلاثة جثة شينا.
- أرادت أندراني تشويه الجثة لمنع التعرف عليها. أحضرت وقودًا من السيارة وصبته على جثة شينا، ثم أشعلت فيها النار بنفسها.
- حفر الرجلان حفرة، وبعد أن كانت الجثة شبه محترقة ومشوهة تمامًا، رموا بقاياها في الحفرة ودفنوها بالرمل.
- لم تذهب شينا إلى أمريكا، بل ماتت في تلك السيارة بعد أقل من ساعة من تركها لخطيبها راؤول.
الاعتقالات والمحاكمة: بعد اعتراف السائق، اعتقلت الشرطة على الفور أندراني وسانجيف خانا (زوجها السابق). أندراني لم تتعاون ونفت جميع التهم، لكن تحليلات الحمض النووي (DNA) أكدت أن بقايا الجثة تعود لشينا، كما أكدت أن أندراني هي أم شينا. بعد عدة أشهر، تم اعتقال بيتر مكجيه أيضًا بتهمة التآمر مع زوجته، على الرغم من أنه لم يكن يعلم بكل التفاصيل. المحاكمة تعقدت كثيرًا واستمرت لسنوات. أندراني ظلت تصر على أن شينا أختها وأنها حية في أمريكا. على الرغم من الأدلة التي جمعتها الشرطة الفدرالية الهندية (CBI)، إلا أن أندراني كانت غنية جدًا ووظفت أقوى المحامين الذين جادلوا بأن الأدلة كلها ظرفية وغير قاطعة. في عام 2020، بعد خمس سنوات من الاعتقال، تم إطلاق سراح بيتر مكجيه بكفالة. وبعد عامين، في عام 2022، تم إطلاق سراح أندراني أيضًا بكفالة عالية ومشروطة. كما حصل السائق وسانجيف خانا على إطلاق سراح مشروط بكفالة. هذه القضية، التي تعد من أشهر القضايا في الهند، لا تزال إجراءاتها مطولة ولم يصدر حكم نهائي بعد.